2010-07-28
باتت أحلام الشاب يوسف البالغ من العمر 22 عاما بأن يصبح مهندسا من الماضي بعد أن خطف صاروخ من طائرة استطلاع جبانة بصره في حرب الفرقان الأخيرة، حيث كان طالبا في قسم الهندسة الصناعية بالجامعة الإسلامية حين إصابته.
إلا أن يوسف رسم صورة صمود مدادها العطاء والثبات على طريق ذات الشوكة متعاليا على جراح نالت من بصره لكنها لم تنل من عزيمته في مواصلة الجهاد ومقارعة المحتل .
وكونه صاحب همة عالية وهدف سام لم يتخلف عن ميدان الجهاد رغم رفع الإسلام عنه وأمثاله الحرج ، فمضى يوسف ممتشقا سلاحه جنبا إلى جنب يشارك إخوانه في كتائب القسام ثواب الجهاد وأجره .
إصراره أن يواصل الجهاد رغم إصابته
وفي مسير عسكري نفذته كتائب القسام بمدينة رفح حيث جاب المجاهدون شوارع مدينة رفح سيرا على الأقدام لمسافة تقارب الثمانية عشر كيلو متر لم يكن يوسف غائبا عن المشهد ، فخرج يرافقهم مسيرهم يعلي اسمه وسط جموع المجاهدين بتغبير قدميه في سبيل الله .
ويؤكد مجاهدو القسام رفاق يوسف على إصراره أن يواصل الجهاد رغم إصابته البالغة في عينيه وفقدانه للبصر تماما ، مشددين على أن معنوياته العالية تمثل لديهم تشجيعا وتقوية لعزيمتهم عندما يرونه معهم جنبا لجنب يتحامل على نفسه ويتناسى المشقة لئلا يفوته شرف الجهاد.
ومن الجدير ذكره أن يوسف تزوج عقب إصابته بشهور تاركا رسالة واضحة إلى العدو الصهيوني مفادها إذا قتلت فينا الحياة فالحياة نملكها بعزمنا ، وإنا جند لا نهاب الردى فطريقنا طويل وإن متنا بالشهادة فذكرنا سينجب المجاهدين .
هي قصة بطلها مجاهد قسامي تروي أن رجال القسام وهبوا أنفسهم لله فلم تقصهم عن حياة العزة نوائب الزمان، ولن يفت من عزمهم تطاول الظالمين ، فالنور خلف العتمة يختبئ، وأشد ساعات الليل حلكة التي تسبق الفجر .
ربما تمر حروفها سريعة إلا أن طياتها تعبق بالعزة ، وفي سطورها أمجاد ستروي الأجيال تفاصيلها عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر حتى إن أثخنته الجراح .